احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

انهيار السوفيات ...موت الكافل


 

انهار الاتحاد السوفيتي و قد كان أربابه يراهنون على أنه من سيملك العالم , أن يكون هو صاحب الكلمة الأولى و اليد الطولى , و لكنه تفكك كالعقد في يد صبى مشاغب فلم يبق من الإتحاد إلا روسيا التي تحاول أن تجد مكانها في العالم ببعض القوة التي بقيت لها ,  و ما أشبهها بالعجوز التي فقدت كل شيء فأطلقت لسانها  يمنة و يسرة .

في ذلك الوقت تسألنا ما معنى أن يسقط هذا المارد الذي كان قطبا ثقيلا يحسب له الحساب الطويل ؟ , ما علاقتنا نحن الصغار إن مات كبير من الكبار  الذين يحكمون العالم ؟ أسئلة لم نجد لها جوابا يقنعنا لأننا  و نحن صغار كنا نظن أن "كبارنا " الذين يحكموننا لهم من الاستقلالية ما يغنينا عن هذا أو ذلك , بصراحة كنا نعتقد و نحن " صغار" أننا في ظل دولة متكاملة .

بعد أن فهمنا..... عرفنا أن الكافل قد مات  , من كان يحمينا من الغرب و من كبير هم "أمريكا"  , و هذا ليس لسواد عيوننا بل لأننا مجال حيوي و منطقة توسع اقتصادي و تجاري و فكري للإتحاد ,  لم نكن نعني لهذا الكافل إلا مصلحة و أداة يمكن أن يستعملها في حربه الباردة و الساخنة , فهمنا أننا كاليتيم يبتزه كافله و يأكل أمواله بدارا , و لكننا فهنا أيضا أن موقع اليتم اخترناه بمحض إرادتنا , فرحين مسرورين , فنحن – وهذه نباهة حكامنا الفذة -  اخترنا المعسكر الذي يحارب الاستغلال , و تحكم رأس المال , ويساوي بين الناس و يمجد الطبقة العاملة , اخترناه لأننا نريد العدالة الاجتماعية , نريد الاشتراكية لأنها النهج الذي يضمن الحقوق و يعدنا بحياة الرغد , و العيش الطري اللين ,  و اتبعنا نظريات " السبهللة"  حتى صارت ترشح مع عرق مثقفينا و سياسينا العظام . 

 و الغريب أن وجدنا من الإسلاميين من أراد أن يدخل الاشتراكية في الإسلام "كرها" أو يدخل الإسلام فيها "كرها أيضا"  و نظروا لهذا و أبدعوا في " البهللة" . بقينا في ظل الكافل الكبير  نشتري سلاحه و نقول بقوله و نفكر بفكره لا وجود لنا إلا في وهجه الشيوعي الملحد ,  و نلجأ إليه كلما حزبنا أمر لأننا لا نستطيع أن نتحرك إلا بمشورة  شيخنا " السوفياتي"  , عقولنا كلها " مسنفرة " في البيت الأحمر  و كأن قدرنا نحن الصغار أن نكون بين إرادة البيت الأبيض و إرادة البيت الأحمر ,  و قد نسينا " بيتنا الأسود" .

ثم أرادوا أن يشعرونا بأن قرارهم من عقولهم – التي لا تتحمل مخاض فكرة صغيرة -  فاخترعوا لنا " دول عدم الانحياز – كذبة لطيفة على قدر عقولهم و على قدر عقولنا التي يزعجها التفكير  .....ثم فهنا أنا لا قدرة لنا على عدم الانحياز    و لا على الانحياز ...لأننا بلا إرادة أصلا و إنما نحن تبع نساق سوق الإبل ,  فهمنا لما كبرنا أننا مازلنا نعاني ذلك المرض الخبيث " القابلية للاستعمار" و التي تردنا على أعقابنا في كل مرة ,  لم نؤمن بأنفسنا و لا بقدراتنا , لأننا كفرنا بالذي خلق ليس كفر ملة بل كفر  ثقة , لم نثق بربنا لأن خبره شوهوه بنظرياتهم العرجاء , فضعنا بين أمم لا تريد لنا خيرا  و  تريد بأي طريقة أن تكتم نفس الإسلام فينا لأننا قوم لا نعز إلا به و لو كره أرباب النظريات و المناهج .

ضاع الكافل و تفكك و لم نجد لمن نلجأ , فصرنا نمني أنفسنا ببعثه مجددا و لكن خابت الأماني و بقيت الحقيقة , الحقيقة أن الأمم التي تستطيع أن تحافظ على و جودها هي الأمم التي تعيش في ظل نفسها , تكفل ذاتها , قراراتها صناعة محلية من عقول أهلها , إن سنن الله في الخلق لا تحابي و لها قانون في دقة الشعرة و يجب أن نفهم أن " ما حك ظهرك مثل ظفرك " .

بعد موت الكافل لم نجد إلى أين نذهب فلا يقابلنا إلا "كافل" جديد وحيد , الذي كنا نعاديه و نخرج له لساننا , لم يبق على وجه الأرض و  لا في قلوبنا إلا هذا الجبار العتيد,  ,  تمنعنا ثم سرنا إليه على استحياء ,  و جهنا إلى طلل خلفناه في الشرق و أرجلنا تمضي بنا غربا ,  ظل جديد ....و ستكون الفاتورة أغلى من  الأولى ...هذا مصير دول التي لا تعيش في ظل نفسها ....و ظل الله أوسع لو كانوا يعلمون .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق