احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

قناة الجزيرة


 

يوم أن احتلت قناة الجزيرة مكانا في سماء الفضائيات و بدأت تبث برامجها  التي كانت فعلا متميزة و على درجة كبيرة من الإبداع  , اكتشف المشاهد العربي وجها جديدا للإعلام و قد كان محصورا في النمط التقليدي الذي يتحكم فيه القطاع العام التابع للدولة ,  فقد كنا نجبر على تلقي ما تريده الدولة أن يصل للمشاهد ,  فكانت الجزيرة بوابة على الحقيقة و على التنوع و الاختلاف . و بهذا حققت الجزيرة نجاحا كبيرا و فاقت كبرى الصروح الإعلامية العالمية , بل صارت مصدرا للمعلومة لها .

الجزيرة التي تبث من دولة قطر  الصغيرة جدا , و التي لا تكاد ترى على الخارطة العالمية ,   غير أن القائمين عليها استثمروا في مشروع الجزيرة و نجحوا فيه , فصار لقطر  الحضور الواسع , و المؤثر  , مشروع الجزيرة كان سلما أخرج قطر إلى السطح و سلط عليها الأضواء العالمية ,  فتسمين الكلب جاء بنتيجة رائعة لصاحبه , فكانت الجزيرة هي الدولة الحقيقية و القوية التي تتخفى ورائها دولة قطر القزمة .

كنت من مدمي القناة و اعتبرها قناة الحقيقة و الصدق و كشف خبايا العالم العربي الذي عاش في ظل التعتيم لسنوات كثيرة ,  صرنا نعرف أكثر  عن ما يدور حولنا و بنا ,  و علمنا أن لعالمنا أوجه كثيرة لم نرها من قبل , قناة الجزيرة كانت حقيقية و ثقافة و أسلوب جديد في الإعلام العربي .

و لكن مهلا ليس كل ما يلمع ذهبا , و نحن لسنا في عالم  يقدم الحقيقة بالمجان , كما لا يقدمها بلا هدف منشود و غاية مرتقبة , الجزيرة محترفة في اختيار  مساراتها الإعلامية التي تصل بها إلى عقل المشاهد , فلها القدرة على المعالجة على حسب ما تريده من المتلقي فهي تصنع ردة الفعل فيه و التي تريدها و تخدم مصالح الدولة الصغيرة قطر . و بهذا استطاعت استقطاب  قطاع كبير من العرب حيث عزفت لهم لحنهم المفضل , لحن المظلومية , و دخلت بهم عوالمهم التي كانوا يعيشونها بلا مشاركة أحد .  فالعربي و لزمن طويل و هو  يعيش بؤسه بلا  إذن تسمعه أو يد تحن عليه , كان بحاجة لمن يصغي إليه و هو يشكو زمنه , فكانت الجزيرة خلاصه من كبته القديم .

ظهر عوار  هذه القناة في الثورات العربية أو يقال عنده الربيع العربي  , العوار الذي كان مخفيا و إن كنا نشم من حين لأخر روائح تزعج أنوفنا , غير أننا نتغاضى عن السيئة في بحر الحسنات الذي رأيناه يمتد أمامنا , فهي تغض الطرف عن المشكلات الخاصة بدول الخليج و لا تتطرق إليها إلا بشكل محتشم كذر للرماد في العيون , و تتقصد كل  دولة لا تكون على و فاق مع الدويلة القطرية , و الكثير من التشوهات التي أزرت بها حتى ظهر عيبها الأكبر و انكشف خطرها في الربيع الأسود , أين ألبت الشعوب الغاضبة على حكامها و شاركت في الفتنة تنفخ فيها , و تحرض على سفك دماء المسلمين بلا أدنى  مراجعة لموقفها خاصة و أن "الإخوان المسلمين" سيطروا على القناة و سخروها لأغراضهم و تصفية حساباتهم , و لم يدخروا جهدا في إشعال الفتيل فلم يتركوا مصر و لا سوريا و اليمن و تونس حتى أحالوها خرابا و ثم طمعوا في الجزائر و أرادوا تحريك شعبها لتدخل في ربيعهم لو ستر الله و وعي الشعب الذي ذاق مرارة الفوضى و قساوة الفتنة و سئم سفك الدم بلا حق ,  مثل قناة الجزيرة فقدت مصدقيتها و ما كان لها من احترام , لأنها خرجت عن إطار رسالتها الإعلامية و ميثاق الصحافة العالمي و عوض أن تكون مشاركة في بناء الأمة بما تملكه من قدرة واحترافية شتت عالمنا و زرعت فيه قنابل الفرقة , حتى صارت دولةعر مثل قطر و حكامها المجانين يصولون و يجولون و  يهددون لأنهم أمسكوا بزمام كلبهم " البارجي" يطلقونه على من خالفهم .

الأكيد أن الجزيرة فقدت الكثير في الجزائر  و تزلزلت تلك الصورة التي رسمناها لها يوما , فالشعب  عرف أنها أداة مسخرة ,  هراوة قطر التي تريد أن تكون دولة .


var vglnk = { api_url: '//api.viglink.com/api', key: 'a187ca0f52aa99eb8b5c172d5d93c05b' };

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق